من هم الأكثر عرضة لنزلات البرد والزكام وكيفية الوقاية منها





من هم الأكثر عرضة لنزلات البرد والزكام؟ وكيف تحمي نفسك وعائلتك من العدوى؟

نزلات البرد والزكام (الأنفلونزا) هما عدوى فيروسية شائعة تصيب الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة). على الرغم من أن معظم الأشخاص يتعافون من نزلات البرد والزكام في غضون أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن بعض الفئات من الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى و مضاعفاتها بسبب ضعف في جهاز المناعة أو عوامل أخرى.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والزكام: فئات تحتاج إلى مزيد من الحماية

  1. الأطفال الصغار (خاصة الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة): جهاز مناعة لم يكتمل بعد

    • جهاز مناعة نامي: جهاز المناعة لدى الأطفال الصغار لم يتطور بشكل كامل بعد، وخاصة الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة (أقل من 5 سنوات). جهاز المناعة هو خط الدفاع الطبيعي للجسم ضد العدوى، وعندما يكون غير مكتمل النمو، يكون أقل قدرة على مكافحة الفيروسات والجراثيم التي تسبب نزلات البرد والزكام.
    • عدم التعرض المسبق للفيروسات: الأطفال الصغار لم يتعرضوا للعديد من فيروسات البرد والزكام من قبل، وبالتالي لا يمتلكون مناعة مكتسبة ضد هذه الفيروسات. في كل مرة يتعرض الطفل لفيروس جديد، يحتاج جهاز المناعة إلى وقت أطول للتعرف على الفيروس وتكوين أجسام مضادة لمكافحته، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض.
    • مخالطة الآخرين في دور الحضانة والمدارس: الأطفال الصغار غالباً ما يكونون في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس، وهي أماكن مزدحمة تسهل انتشار العدوى بين الأطفال. مشاركة الألعاب والأدوات والتقارب الجسدي بين الأطفال يزيد من فرص انتقال الفيروسات بينهم.
    • عادات النظافة الشخصية غير المكتملة: الأطفال الصغار قد لا يكونون قد تعلموا عادات النظافة الشخصية الجيدة بشكل كامل، مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس. هذا يزيد من فرص نشر العدوى إلى الآخرين والتقاط العدوى من البيئة المحيطة.
  2. كبار السن (فوق 65 عاماً): جهاز مناعة يضعف مع التقدم في العمر

    • ضعف المناعة المرتبط بالتقدم في العمر (الشيخوخة المناعية): جهاز المناعة يضعف بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، وهي حالة تعرف باسم "الشيخوخة المناعية" (Immunosenescence). مع التقدم في العمر، يصبح جهاز المناعة أقل كفاءة في التعرف على الفيروسات والجراثيم ومكافحتها، و تتضاءل قدرته على إنتاج استجابة مناعية قوية وفعالة عند الإصابة بالعدوى.
    • زيادة خطر المضاعفات: بسبب ضعف جهاز المناعة، يكون كبار السن أكثر عرضة لمضاعفات نزلات البرد والزكام الخطيرة، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية والتهابات الأذن والجيوب الأنفية. قد تستدعي هذه المضاعفات دخول المستشفى وقد تكون مهددة للحياة في بعض الحالات.
    • الأمراض المزمنة المصاحبة: كبار السن غالباً ما يعانون من أمراض مزمنة مصاحبة (مثل أمراض القلب والرئة والسكري والكلى)، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد والزكام و تفاقم مسار المرض و تزيد من احتمالية حدوث المضاعفات.
  3. الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة: ضعف المناعة الثانوي للأمراض

    • تأثير الأمراض المزمنة على جهاز المناعة: بعض الأمراض المزمنة و علاجاتها يمكن أن تضعف جهاز المناعة وتجعله أقل قدرة على مكافحة العدوى. تشمل هذه الأمراض المزمنة:
      • الربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة: تزيد من حساسية الشعب الهوائية للالتهابات وتجعل الجهاز التنفسي أكثر عرضة للعدوى ومضاعفاتها.
      • داء السكري: يضعف وظائف الجهاز المناعي ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى و تأخر الشفاء.
      • أمراض القلب والأوعية الدموية: تضعف الدورة الدموية و وظائف القلب وقد تجعل الجسم أقل قدرة على مكافحة العدوى.
      • أمراض الكلى المزمنة: تؤثر على توازن السوائل والإلكتروليتات في الجسم وتضعف وظائف الجهاز المناعي.
      • أمراض الكبد المزمنة: تضعف وظائف الكبد المسؤولة عن تنقية الدم و إنتاج البروتينات المناعية، مما يضعف جهاز المناعة.
      • الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي مباشرة (مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والإيدز): تضعف جهاز المناعة بشكل كبير وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى الانتهازية، بما في ذلك نزلات البرد والزكام الشديدة والمتكررة.
    • العلاجات المثبطة للمناعة: بعض العلاجات الطبية (مثل العلاج الكيميائي للسرطان، والعلاج الإشعاعي، والأدوية المثبطة للمناعة المستخدمة في علاج أمراض المناعة الذاتية وزراعة الأعضاء) تثبط جهاز المناعة وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
  4. الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مكتظة: زيادة فرص التعرض للعدوى

    • سهولة انتشار العدوى في الأماكن المزدحمة: الأماكن المزدحمة والمغلقة (مثل دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس والجامعات والمساكن الجماعية وثكنات الجيش ودور رعاية المسنين والمستشفيات ووسائل النقل العام المزدحمة) توفر بيئة مثالية لانتشار فيروسات البرد والزكام والجراثيم الأخرى. التقارب الجسدي بين الأشخاص و مشاركة الهواء والأدوات والأسطح الملوثة يزيد من فرص انتقال العدوى من شخص لآخر.
    • زيادة عدد المخالطين: الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في بيئات مكتظة يكون لديهم عدد أكبر من المخالطين يومياً، مما يزيد من احتمالية التعرض لشخص مصاب ونقل العدوى إليهم.
  5. المدخنون: تأثير التدخين على الجهاز التنفسي والمناعة

    • تأثير التدخين الضار على الجهاز التنفسي: التدخين يضر بالجهاز التنفسي و يدمر الأهداب الموجودة في الشعب الهوائية، وهي شعيرات دقيقة تبطن الشعب الهوائية وتساعد في إزالة المخاط والجراثيم والملوثات من الجهاز التنفسي. تدمير الأهداب يجعل الشعب الهوائية أكثر عرضة للالتهابات و تراكم المخاط و العدوى.
    • إضعاف جهاز المناعة: التدخين يضعف جهاز المناعة ويقلل من كفاءة الخلايا المناعية في مكافحة العدوى. المدخنون لديهم جهاز مناعة أضعف مقارنة بغير المدخنين، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والزكام والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
    • زيادة خطر المضاعفات: المدخنون المصابون بنزلات البرد والزكام هم أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وقد يحتاجون إلى فترة شفاء أطول.

كيفية تجنب الإصابة بنزلات البرد والزكام: استراتيجيات وقائية فعالة لحماية صحتك

  1. غسل اليدين بانتظام: خط الدفاع الأول ضد الجراثيم

    • أهمية غسل اليدين: غسل اليدين هو أحد أهم وأبسط الإجراءات الوقائية التي يمكنك اتخاذها لمنع انتشار نزلات البرد والزكام والجراثيم الأخرى. اليدين تلامس العديد من الأسطح الملوثة يومياً، ويمكن أن تنقل الفيروسات والجراثيم إلى عينيك وأنفك وفمك، وهي المنافذ الرئيسية لدخول العدوى إلى الجسم. غسل اليدين بانتظام يزيل الفيروسات والجراثيم من اليدين ويقلل من خطر الإصابة بالعدوى ونشرها للآخرين.
    • كيفية غسل اليدين بشكل صحيح:
      • استخدم الماء الدافئ والصابون: بلل يديك بالماء الدافئ ثم ضع كمية كافية من الصابون لتغطية جميع أجزاء اليدين. الماء الدافئ والصابون يعملان على إذابة الدهون والأوساخ والجراثيم من الجلد.
      • افرك اليدين جيداً لمدة 20 ثانية على الأقل: افرك راحتي اليدين معاً، و بين الأصابع، و تحت الأظافر، و ظهر اليدين، و الإبهامين. الفرك الميكانيكي يساعد في إزالة الجراثيم من الجلد. يمكنك غناء "Happy Birthday" مرتين كتقدير لمدة 20 ثانية.
      • اشطف اليدين جيداً بالماء الجاري: اشطف اليدين جيداً بالماء الجاري لإزالة الصابون والجراثيم التي تم إزالتها.
      • جفف اليدين جيداً: جفف اليدين جيداً باستخدام منشفة نظيفة أو مجفف هواء. الجفاف الجيد يمنع نمو الجراثيم على اليدين الرطبة. إذا كنت في مكان عام، استخدم منشفة ورقية لغلق صنبور الماء بعد غسل يديك، لتجنب إعادة تلوث يديك من الصنبور الملوث.
      • استخدم معقم اليدين الكحولي عند عدم توفر الماء والصابون: إذا لم يتوفر الماء والصابون، استخدم معقم اليدين الكحولي الذي يحتوي على 60% كحول على الأقل. ضع كمية كافية من المعقم على يديك و افرك اليدين جيداً حتى يجف المعقم تماماً. معقم اليدين الكحولي فعال في قتل معظم الجراثيم، ولكنه ليس فعالاً مثل غسل اليدين بالماء والصابون في إزالة الأوساخ الظاهرة.
    • متى يجب غسل اليدين: اغسل يديك بانتظام في الأوقات التالية:
      • بعد لمس الأسطح الملوثة في الأماكن العامة (مثل مقابض الأبواب، وعربات التسوق، وأزرار المصاعد، ووسائل النقل العام).
      • قبل وبعد تحضير الطعام.
      • قبل تناول الطعام.
      • بعد استخدام الحمام.
      • بعد السعال أو العطس أو التمخط.
      • بعد التعامل مع شخص مريض.
      • بعد تغيير الحفاضات.
      • بعد لمس الحيوانات أو فضلاتها.
      • عندما تكون يداك متسختين بشكل واضح.
  2. تجنب لمس الوجه: منع دخول الجراثيم إلى الجسم

    • لماذا يجب تجنب لمس الوجه؟ الفيروسات والجراثيم تدخل الجسم بشكل رئيسي عبر العينين والأنف والفم. لمس الوجه باليدين الملوثتين ينقل الجراثيم مباشرة إلى هذه المنافذ، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. تجنب لمس الوجه قدر الإمكان، خاصة إذا لم تكن متأكداً من نظافة يديك.
    • تدريب النفس على تجنب لمس الوجه: محاولة التدرب على تجنب لمس الوجه هي عادة صحية يمكن اكتسابها مع الممارسة والوعي. انتبه إلى متى ولمس وجهك وحاول استبدال هذه العادة بعادات أخرى، مثل وضع يديك في جيبك أو استخدام منديل نظيف لحك وجهك إذا لزم الأمر. إذا كان لديك عادة لمس الوجه بشكل متكرر دون وعي، حاول تذكير نفسك بعدم لمس وجهك كلما شعرت برغبة في ذلك.
  3. الحفاظ على مسافة آمنة: تقليل فرص التعرض للعدوى

    • لماذا المسافة الآمنة مهمة؟ فيروسات البرد والزكام تنتشر بشكل رئيسي عبر الرذاذ التنفسي الذي يخرج من فم وأنف الشخص المصاب عند السعال أو العطس أو التحدث أو التنفس. الحفاظ على مسافة آمنة عن الأشخاص الآخرين، وخاصة المرضى، يقلل من فرص استنشاق هذا الرذاذ المحمل بالفيروسات وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
    • توصيات المسافة الآمنة: توصي منظمات الصحة بالحفاظ على مسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) على الأقل عن الآخرين، و يفضل مترين (6 أقدام)، خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة و عند التعامل مع أشخاص تظهر عليهم أعراض نزلات البرد والزكام. زيادة المسافة تقلل من تركيز الفيروسات التي قد تتعرض لها وتقلل من خطر العدوى.
    • المسافة الآمنة في المواقف المختلفة: حاول الحفاظ على المسافة الآمنة في المواقف التالية:
      • في الأماكن العامة المزدحمة (مثل الأسواق ومراكز التسوق ووسائل النقل العام).
      • في التجمعات والفعاليات الاجتماعية (مثل الحفلات والمناسبات الدينية والاجتماعات العائلية).
      • في أماكن العمل والمدارس ودور الحضانة.
      • عند التعامل مع أشخاص تظهر عليهم أعراض نزلات البرد والزكام.
      • عند السفر، خاصة في الطائرات والقطارات والحافلات.
  4. تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس: منع انتشار الرذاذ المحمل بالفيروسات

    • لماذا تغطية الفم والأنف مهمة؟ السعال والعطس يدفعان كميات كبيرة من الرذاذ التنفسي إلى الهواء لمسافات بعيدة. هذا الرذاذ قد يكون محملاً بفيروسات البرد والزكام إذا كان الشخص مصاباً، و ينشر العدوى إلى الآخرين القريبين. تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس يحجز الرذاذ ويمنع انتشاره في الهواء، مما يقلل من خطر نقل العدوى إلى الآخرين.
    • كيفية تغطية الفم والأنف بشكل صحيح:
      • استخدم منديلاً ورقياً: استخدم منديلاً ورقياً نظيفاً لتغطية فمك وأنفك بالكامل عند السعال أو العطس. تأكد من تغطية الأنف والفم لمنع خروج الرذاذ من أي منهما.
      • تخلص من المنديل بشكل آمن: تخلص من المنديل الورقي المستعمل فوراً في سلة المهملات المخصصة للنفايات الصحية أو في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق. لا تترك المنديل المستعمل على الأسطح أو في أماكن عامة.
      • اغسل يديك بعد التخلص من المنديل: اغسل يديك جيداً بالماء والصابون فور التخلص من المنديل الورقي المستعمل، أو استخدم معقم اليدين الكحولي إذا لم يتوفر الماء والصابون.
      • استخدم مرفقك الداخلي إذا لم يتوفر منديل: إذا لم يتوفر منديل ورقي بشكل فوري، قم بتغطية فمك وأنفك بمرفقك الداخلي (الكوع). تجنب تغطية فمك وأنفك بيدك مباشرة، لأن ذلك قد يلوث يديك بالفيروسات وتنقل العدوى إلى الأسطح والأشخاص الآخرين. اغسل مرفقك الداخلي أو استحم في أقرب فرصة بعد السعال أو العطس في المرفق.
  5. التطعيم ضد الإنفلونزا: حماية إضافية ضد فيروسات الأنفلونزا

    • فعالية تطعيم الإنفلونزا: تطعيم الإنفلونزا (لقاح الأنفلونزا) هو وسيلة فعالة لتقليل خطر الإصابة بالأنفلونزا ومضاعفاتها الخطيرة. اللقاح يحفز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة ضد سلالات فيروس الأنفلونزا الشائعة في كل موسم، مما يوفر حماية مناعية ضد هذه الفيروسات. تطعيم الإنفلونزا لا يحمي من نزلات البرد (التي تسببها فيروسات أخرى غير الأنفلونزا)، ولكنه يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالأنفلونزا الشديدة ومضاعفاتها.
    • توصيات التطعيم ضد الإنفلونزا: توصي منظمات الصحة العالمية والمحلية بتطعيم الإنفلونزا سنوياً لجميع الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، وتشمل هذه الفئات:
      • كبار السن (فوق 65 عاماً).
      • الأطفال الصغار (من عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات).
      • النساء الحوامل.
      • الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة (مثل الربو، والسكري، وأمراض القلب، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد، وأمراض الجهاز العصبي).
      • العاملون في مجال الرعاية الصحية.
      • الأشخاص الذين يعيشون في دور رعاية المسنين والمؤسسات المماثلة.
      • الأشخاص الذين يخالطون أو يعتنون بأفراد من الفئات عالية الخطورة.
    • موعد التطعيم: أفضل وقت لتطعيم الإنفلونزا هو في بداية موسم الأنفلونزا (عادة في فصل الخريف، قبل بدء انتشار الفيروس على نطاق واسع). التطعيم المبكر يمنح جهاز المناعة وقتًا كافيًا لتكوين الأجسام المضادة قبل التعرض للفيروس. يمكن التطعيم في أي وقت خلال موسم الأنفلونزا، ولكن التطعيم المبكر هو الأفضل.
      • استشر طبيبك حول تطعيم الإنفلونزا لتحديد ما إذا كان مناسباً لك أو لأفراد عائلتك، و مناقشة الفوائد والمخاطر المحتملة للتطعيم.
  6. الحصول على قسط كاف من النوم: تقوية جهاز المناعة بالنوم المريح

    • أهمية النوم لجهاز المناعة: النوم الكافي والمريح ضروري لصحة جهاز المناعة وقدرته على مكافحة العدوى. أثناء النوم، ينتج الجسم ويطلق بروتينات مناعية تسمى "السيتوكينات"، والتي تساعد في تنظيم الالتهاب و تنسيق الاستجابة المناعية و مكافحة العدوى. الحرمان من النوم يضعف جهاز المناعة ويقلل من إنتاج السيتوكينات و كفاءة الخلايا المناعية، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
    • كمية النوم الموصى بها: يحتاج معظم البالغين إلى 7-8 ساعات من النوم كل ليلة. الأطفال والمراهقون يحتاجون إلى ساعات نوم أطول (9-12 ساعة للأطفال في سن المدرسة، و 8-10 ساعات للمراهقين). كبار السن قد يحتاجون إلى نفس القدر من النوم كالبالغين الأصغر سناً، ولكن قد يعانون من صعوبة في الحصول على نوم عميق ومتواصل.
    • نصائح لتحسين جودة النوم: اتبع نصائح النوم الصحي المذكورة سابقاً في إجابة أخرى لتحسين جودة نومك والحصول على قسط كاف من الراحة. الروتين المنتظم، وبيئة النوم المناسبة، والاسترخاء قبل النوم، وتجنب المنبهات كلها عوامل مهمة لتحقيق نوم جيد.
  7. تناول غذاء صحي ومتوازن: تغذية جهاز المناعة بالعناصر الغذائية الضرورية

    • أهمية الغذاء الصحي لجهاز المناعة: الغذاء الصحي والمتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة يدعم صحة جهاز المناعة وقدرته على مكافحة العدوى. العناصر الغذائية ضرورية لوظائف الخلايا المناعية وإنتاج الأجسام المضادة و السيتوكينات وغيرها من المواد المناعية التي تحمي الجسم من العدوى. نقص العناصر الغذائية يضعف جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
    • الأطعمة التي تعزز المناعة: ركز على تناول الأطعمة التالية لتقوية جهاز المناعة:
      • الفواكه والخضروات: غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، مثل فيتامين C (الحمضيات، الفلفل الحلو، الفراولة)، و فيتامين A (الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ)، و فيتامين E (المكسرات، البذور، الزيوت النباتية)، و الزنك (اللحوم الحمراء، الدواجن، البقوليات)، و السيلينيوم (المأكولات البحرية، المكسرات البرازيلية). تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الملونة للحصول على أكبر فائدة مناعية.
      • البروتينات الخالية من الدهون: ضرورية لبناء وإصلاح الخلايا المناعية وإنتاج الأجسام المضادة. اختر مصادر البروتين الخالية من الدهون مثل الدجاج والسمك والبقوليات والتوفو والبيض.
      • الحبوب الكاملة: غنية بالألياف الغذائية و الفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وجهاز المناعة. اختر الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني والخبز الأسمر والمعكرونة الكاملة.
      • الزبادي والبروبيوتيك: الزبادي يحتوي على بروبيوتيك (بكتيريا نافعة) تساعد في تحسين صحة الأمعاء، والتي تلعب دوراً هاماً في جهاز المناعة. يمكن أيضاً الحصول على البروبيوتيك من الأطعمة المخمرة مثل مخلل الملفوف والكيمتشي أو من المكملات الغذائية.
      • الثوم والبصل: يحتويان على مركبات لها خصائص مضادة للميكروبات و مضادة للالتهابات وقد تساعد في تعزيز المناعة.
    • تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة والدهون غير الصحية: هذه الأطعمة يمكن أن تضعف جهاز المناعة و تزيد من الالتهاب في الجسم. قلل من تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة والمشروبات السكرية والحلويات والدهون المشبعة والمتحولة.
  8. ممارسة الرياضة بانتظام: تحسين الدورة الدموية وتقوية المناعة بالنشاط البدني

    • فوائد الرياضة لجهاز المناعة: ممارسة الرياضة بانتظام لها فوائد عديدة لجهاز المناعة بالإضافة إلى فوائدها الصحية العامة. الرياضة المنتظمة تساعد في:
      • تحسين الدورة الدموية: تساعد في تدفق الدم بشكل أفضل في جميع أنحاء الجسم، مما يسمح للخلايا المناعية بالتحرك بحرية أكبر والوصول إلى مناطق العدوى بشكل أسرع.
      • تقليل الالتهاب المزمن: تساعد في تقليل الالتهاب المزمن في الجسم، والذي يمكن أن يضعف جهاز المناعة على المدى الطويل.
      • تقوية الخلايا المناعية: تساعد في تحسين وظائف الخلايا المناعية وزيادة قدرتها على مكافحة العدوى.
      • تقليل التوتر: تساعد في تخفيف التوتر والقلق، والذي يمكن أن يضعف جهاز المناعة.
    • أنواع الرياضة الموصى بها: مارس الرياضة بانتظام معظم أيام الأسبوع، لمدة 30 دقيقة على الأقل في اليوم. اختر أنواع الرياضة التي تستمتع بها وتناسب مستوى لياقتك البدنية، مثل المشي السريع والركض والسباحة وركوب الدراجة والرقص واليوجا. الاعتدال والانتظام هما المفتاح، تجنب الإفراط في ممارسة الرياضة الشاقة، حيث أن ذلك قد يضعف جهاز المناعة مؤقتاً.
  9. تجنب التوتر والإجهاد: تأثير التوتر السلبي على جهاز المناعة

    • تأثير التوتر على جهاز المناعة: التوتر والإجهاد المزمن يؤثران سلباً على جهاز المناعة ويضعفانه. عندما يتعرض الجسم للتوتر، يفرز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي يمكن أن تثبط وظائف الخلايا المناعية وتقلل من كفاءة الجهاز المناعي في مكافحة العدوى. التوتر المزمن يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والزكام والأمراض الأخرى.
    • تقنيات إدارة التوتر: تعلم وتطبيق تقنيات إدارة التوتر والإجهاد يساعد في تقوية جهاز المناعة وتحسين الصحة العامة والنوم. تقنيات إدارة التوتر التي تم ذكرها سابقاً (مثل التأمل، وتمارين التنفس العميق، واليوجا، والهوايات، والتواصل الاجتماعي) يمكن ممارستها بانتظام لتقليل التوتر وتعزيز المناعة. خصص وقتاً للاسترخاء والراحة كل يوم، مارس أنشطة ممتعة، تواصل مع الأصدقاء والعائلة، و اطلب المساعدة والدعم إذا كنت تشعر بالضغط والقلق بشكل مفرط.
  10. ترطيب الجسم بشكل كاف: الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية و دعم وظائف الجسم

    • أهمية الترطيب للجهاز التنفسي والمناعة: شرب كمية كافية من الماء والسوائل ضروري للحفاظ على رطوبة الجسم و صحة الأغشية المخاطية التي تبطن الأنف والحنجرة والشعب الهوائية. الأغشية المخاطية الرطبة تعمل كحاجز طبيعي يحمي الجسم من الجراثيم والفيروسات و يسهل طرد المخاط والملوثات من الجهاز التنفسي. الجفاف يجعل الأغشية المخاطية جافة ومتشققة وأكثر عرضة للاختراق من قبل الجراثيم والفيروسات.
    • كمية السوائل الموصى بها: يحتاج معظم البالغين إلى شرب حوالي 8 أكواب من الماء على الأقل يومياً، وقد يحتاجون إلى كميات أكبر في الطقس الحار أو أثناء ممارسة الرياضة أو عند الإصابة بالحمى أو الإسهال أو القيء. الأطفال يحتاجون إلى كميات أقل من السوائل حسب أعمارهم وأوزانهم. يمكن الحصول على السوائل من الماء والعصائر الطبيعية والشوربات والمشروبات العشبية والفواكه والخضروات الغنية بالماء.
    • علامات الجفاف: انتبه إلى علامات الجفاف، مثل العطش الشديد وجفاف الفم والجلد الداكن وقلة التبول والبول الداكن والدوخة والإرهاق. اشرب الماء بانتظام على مدار اليوم، ولا تنتظر حتى تشعر بالعطش لشرب الماء. خاصة في فصل الشتاء، قد لا تشعر بالعطش كثيراً، ولكن الحفاظ على الترطيب مهم حتى في الطقس البارد.

الخلاصة: الوقاية خير من العلاج، وحماية صحتك وصحة عائلتك مسؤوليتك

باتباع هذه النصائح والإجراءات الوقائية بشكل منتظم ومستمر، يمكنك تقليل خطر الإصابة بنزلات البرد والزكام و حماية نفسك وعائلتك من العدوى ومضاعفاتها. الوقاية خير من العلاج، والاستثمار في صحة جهاز المناعة و اتباع عادات صحية هو أفضل وسيلة للحفاظ على صحتك و الاستمتاع بحياة نشطة وصحية. تذكر دائماً استشارة الطبيب إذا ظهرت عليك أعراض نزلات البرد والزكام لتلقي التشخيص والعلاج المناسبين، وخاصة إذا كنت من الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم