لماذا لا يتم حضر بعض الأدوية التي تحتوي على نسبة من الكحول

 السؤال جيد ومهم، فالكحول مادة محرمة في الإسلام، فكيف يتم السماح بوجودها في بعض الأدوية؟

الإجابة على هذا السؤال تتطلب فهمًا دقيقًا للأحكام الشرعية المتعلقة بالكحول، والضرورة الطبية لاستخدام بعض الأدوية.

أسباب عدم حظر جميع الأدوية المحتوية على الكحول:

1. الضرورة الطبية:

   • فعالية الدواء: بعض الأدوية تكون أكثر فعالية عندما تكون مخلوطة بنسبة قليلة من الكحول. الكحول في هذه الحالة يعمل كمذيب أو محفز لعمل المادة الفعالة في الدواء.
   • عدم وجود بديل: قد لا يتوفر دواء بديل بنفس الفاعلية وخالٍ تمامًا من الكحول.
   • الحالات الطارئة: في بعض الحالات الطارئة، قد يكون استخدام دواء يحتوي على نسبة قليلة من الكحول هو الخيار الوحيد لإنقاذ حياة المريض.

2. نسبة الكحول:

   • نسبة قليلة غير مسكرة: إذا كانت نسبة الكحول في الدواء قليلة جدًا بحيث لا تسبب السكر، فقد يجوز استخدامه في بعض الحالات.
   • الفرق بين الكحول المستخدم في المشروبات والكحول الطبي: الكحول المستخدم في الأدوية ليس هو نفسه الكحول الموجود في المشروبات الكحولية. الكحول الطبي له خصائص مختلفة ويستخدم لأغراض طبية محددة.

3. الفتاوى الشرعية:

   • الضرورة تبيح المحظور: في حالة الضرورة، يجوز للمسلم استخدام دواء يحتوي على نسبة قليلة من الكحول، شريطة ألا يكون هناك بديل آخر.
   • النية: النية مهمة في هذه الحالة، فإذا كان الهدف من استخدام الدواء هو الشفاء وليس التمتع بالكحول، فلا إثم على المريض.

الشروط الواجب توفرها لاستخدام دواء يحتوي على كحول:

• ضرورة طبية: يجب أن يكون الدواء ضروريًا لعلاج المرض، ولا يوجد بديل آخر.
• نسبة قليلة من الكحول: يجب أن تكون نسبة الكحول في الدواء قليلة جدًا بحيث لا تسبب السكر.
• عدم وجود بديل: يجب التأكد من عدم وجود دواء بديل بنفس الفاعلية وخالٍ تمامًا من الكحول.
• نية طيبة: يجب أن تكون النية من استخدام الدواء هي الشفاء وليس التمتع بالكحول.

ملاحظات هامة:

• استشارة الطبيب: يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء، حتى لو كان يحتوي على نسبة قليلة من الكحول.
• قراءة نشرة الدواء: يجب قراءة نشرة الدواء بعناية للتعرف على مكوناته ونسبته من الكحول.
• التوجه إلى الله: يجب التوكل على الله والبحث عن البدائل الطبيعية قدر الإمكان.

ختامًا:

مسألة استخدام الأدوية المحتوية على نسبة قليلة من الكحول هي مسألة شرعية طبية معقدة، وتتطلب تقييمًا لكل حالة على حدة. يجب على المسلم أن يتوكل على الله ويتبع ما يراه العلماء الشرعيون من حلول.